فصل: باب الياء مع السين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **


 حرف الياء

 باب الياء مع الهمزة

‏{‏يأجج‏}‏ *فيه ذكر <بَطْنِ يَأجِج> هُو مَهْمُوز بِكسْر الجيم الأولى‏:‏ مكَانٌ على ثَلاَثِة أمْيَال من مَكَّة‏.‏ وكان من مَنازل عبد اللَّه بنِ الزُّبير‏.‏

‏{‏يأس‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أم مَعْبَد <لا يَأْسَ من طُول> أي أنه لا يُؤيَسُ من طُولِه، لأنّه كَانَ إلى الطُّول أقْرَبَ منه إلى القِصَر

واليَأس‏:‏ ضدّ الرَّجَاء، وهو في الحَديث اسْمٌ نَكرة مَفْتُوح بلا النَّافية

ورواه ابنُ الأنْبارِي في كِتابه <لا يائِسٌ من طُول> وقال مَعْناه‏:‏ لا مَيْؤُوسٌ من أجْلِ طُولِه‏:‏ أي لا يَيْأسُ مُطَاوِلهُ منه لإفْرَاطِ طُولِه، فيَائسٌ بِمَعْنى مَيْؤوس، كَماءٍ دَافِق، بمعنى مَدْفُوق‏.‏

‏{‏يأفخ‏}‏ *في حديث العَقِيقة <وتُوضَعُ على يَافُوخِ الصَّبيِّ> هو المَوْضِع الذي يَتَحرّك من وَسَطِ رَأسِ الطِّفلِ، ويُجْمع على يَآفِيخ‏.‏ والياء زائدة‏.‏

وإنَّما ذكَرناه ها هنا حمْلاً على ظاهر لَفْظه‏.‏

ومنه حديث عليّ <وأنْتُم لَهَا مِيمُ العَرب، ويَآفِيخ الشَّرَف> اسْتَعار للشَّرَف رُءوساً وجَعَلَهُم وسَطَهَا وأعْلاها‏.‏

‏{‏يأل‏}‏ *في حديث الحَسن <أُغَيْلَمةٌ حَيَارَى تَفَاقَدُوا مَا يَأَلَ لَهُم أنْ يَفْقَهُوا> يقال‏:‏ يَأَلَ له أن يَفْعَلَ كذا يَوْلاً، وأيَالَ له إيَالَةً‏:‏ أي آنَ لَهُ وانْبَغَى ومثْلُه قَولُهُم‏:‏ نَوْلُك أنْ تَفْعَلَ كذا، وَنَوالُك أنْ تَفْعَلَه‏:‏ أي انْبَغَى لَك‏.‏

 باب الياء مع التاء والثاء

‏{‏يتم‏}‏ *قد تكرر في الحديث ذِكْر <اليُتْم، واليَتِيم، واليَتَيمَة، والأيْتَام، واليَتَامَى> ومَا تَصَرَّف منه‏.‏ اليُتْم في الناس‏:‏ فَقْدُ الصَّبيِّ أباهُ قَبْل البُلُوغِ، وفي الدَّوابِّ‏:‏ فَقْدُ الأمِّ‏.‏ وأصْلُ اليُتْمِ بالضَّم والفتح‏:‏ الانْفَرادُ‏.‏ وقيل الغَفْلَة‏.‏ وقد

يَتِمَ الصَّبيُّ، بالكسر، يَيْتَم فَهُو يَتِيمٌ، والأنثَى يَتيمة،، وجَمْعُها‏:‏ أيْتَام، ويَتَامَى‏.‏ وقد يُجْمَع اليَتيم على يَتَامَى، كأسِير وأسَارَى‏.‏ وإذا بَلَغَا زَالَ عَنْهُما اسْمُ اليُتْم حَقيقَة‏.‏ وقد يُطْلَق عَليْهِما مجَازاً بَعْد البُلُوغ، كما كانُوا يُسَمُّون النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم وهو كَبِير‏:‏ يَتِيمَ أبي طَالِب، لأنه رَبَّاه بَعْد مَوْتِ أبِيه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <تُسْتَأمَرُ اليَتيمةُ في نَفْسها، فإنْ سَكَتَتْ فهو إذْنُها> أرادَ باليَتِيمة البِكْرَ البَالِغَةَ التي مَاتَ أبُوهَا قَبْل بُلُوغِها، فَلَزِمَها اسْمُ اليُتْم فَدُعيَتْ به وهي بالِغَة، مَجَازاً‏.‏ وقيل‏:‏ المرأةُ لا يزوُل عنها اسْمُ اليُتْم ما لم تَتَزوّج، فإذا تَزَوّجَتْ ذَهَبَ عنها‏.‏

ومنه حديث الشَّعْبِي <أنَّ امْرأةً جاءت إليه فقالت: إنِّي امْرأة يَتِيمةٌ فَضَحِك أصْحابُه، فقال: النِّساء كُلُّهُنَّ يَتَامَى> أي ضَعَائِفُ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <قالت له بِنْتُ خُفافٍ الغِفَاريّ: إنِّي امرأة مُوِتَمةٌ تُوُفِّيَ زَوْجي وتَركَهُم> يقال‏:‏ أيْتَمتِ المرأةُ فهي مُوتِمٌ ومُوتِمَة،إذا كانَ أولادُها أيْتَاماً‏.‏

‏{‏يتن‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <إذا اغْتَسل أحدكم من الجَنَابَة فَلْيُنْقِ الْمِيتَنْين، ولْيُمِرَّ على البَراجِم> قيل‏:‏ هي بَواطِن الأفْخاذِ‏.‏ والبَراجِم‏:‏ عَكْسُ ‏(‏في الأصل‏:‏

<عُكَنُ> وأثبتُّ ما في ا، والنسخة 517، واللسان‏.‏ وانظر ‏(‏برجم‏)‏ فيما سبق‏)‏ الأصابِع‏.‏

قال الخطَّابي‏:‏ لَسْت أعْرف هذا التأويل‏.‏ وقد يَحْتَمِل أن تكون الرواية بتَقْديم التاء على الياء، وهو من أسماء الدُّبُر‏.‏ يُريد به غَسْل الفَرْجَيْن‏.‏

وقال عبد الغَافِر‏:‏ يَحْتَمِل أن يكون المُنْتِنَين، بنُون قبل التاء، لأنَّهما

مُوْضع النَّتْنِ‏.‏ والميمُ في جميع ذلك زائدةٌ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمر <مَا وَلَدَتْنِي أُمِّي يَتْناً> اليَتْنُ‏:‏ الوَلَدُ الَّذي تَخْرُج رِجْلاه من بَطْن أمّه قَبْل رأسه‏.‏ وقد أيْتَنَت الأمُّ إذا جاءت به يَتْناً‏.‏

‏{‏يثرب‏}‏ *فيه ذكْرُ <يَثْرِبَ> وهي اسمُ مَدِينَة النبي صلى اللَّه عليه وسلم، قَدِيمةٌ، فَغَيَّرها وَسَمَّاها‏:‏ طَيْبَة وطَابَةَ، كَراهِيَةً للتَّثْرِيب، وهو اللَّوم والتَّعْيِير‏.‏ وقيل هو اسم أرْضِها وقيل‏:‏ سُمِّيت باسْمِ رَجُل من العَمَالِقَة‏.‏

 باب الياء مع الدال

‏{‏يد‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <عَلَيْكُم بالجَمَاعةِ، فإنَّ يَدَ اللَّهِ على الفُسْطَاطِ> الفُسْطَاطُ‏:‏ المِصْرُ الجَامِعُ‏.‏ ويَدُ اللَّهِ‏:‏ كِنَايَةٌ عن الحِفْظِ والدِّفَاع عن أهْلِ المِصْر، كأنَّهُم خُصُّوا بِوَاقِيَةِ اللَّهِ تعالى وحُسْنِ دِفاعه‏.‏

ومنه الحديث الآخَر <يَدُ اللَّه على الجَماعَةِ> أي أنَّ الجَمَاعَةَ المُتَّفِقَةَ من أهل الإسْلامِ في كَنَفِ اللَّه، وَوِقَايَتُه ‏(‏في ا‏:‏ <وواقيته>‏.‏‏)‏ فَوْقَهُم، وهُمْ بَعِيدٌ من الأذَى والخَوْف، فأقِيمُوا بَيْن ظَهْرَانَيْهِم‏.‏

وأصْل اليَدِ‏:‏ يَدْيٌ، فَحُذِفَتْ لامُها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <اليَدُ العُلْيَا خَيرٌ من اليَدِ السُّفْلَى> العُلْيَا‏:‏ المُعْطِيَة‏.‏ وقيل‏:‏ المَتَعَفِّفَة والسُّفْلَى‏:‏ السَّائِلة‏.‏ وقيل‏:‏ المَانِعَة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه صلى اللَّه عليه وسلم قال في مُنَاجاتِه رَبَّه: وهذه يَدِي لَك> أي اسْتَسْلَمتُ إليك وأنْقَدْتُ لَكَ، كما يُقال ‏(‏في الأصل‏:‏ <تقول> وأثبت ما في ا والنسخة 517 واللسان‏)‏ في خِلافِه‏:‏ نَزَعَ يَدَه من الطَّاعة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عثمان <هذه يَدِي لَعَمَّارٍ> أي أنَا مُسْتَسْلِمٌ له مُنْقَاد، فلْيَحْتَكِمْ عليَّ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه المسْلِمُون تَتَكافَأ دِمَاؤهُم، وهُمْ يَدٌ على مَنْ سِوَاهُم> أي هُمْ مُجْتَمِعُون على أعْدَائِهِم، ولا يَسَعُهُم التَّخاذُلُ، بَلْ يُعَاوِنُ بَعْضُهم بعضا على جميع الأديان والمِلَلِ، كأنه جَعَل أيْدِيَهُم يَداً واحدَة، وفِعْلَهم فعْلاً واحداً‏.‏

وفي حديث يأجوج ومأجوج <قد أخْرَجْتُ عِبَاداً لِي، لا يَدَانِ لأحَدٍ بِقِتَالِهِم> أي لا قُدْرَةَ ولا طَاقَة‏.‏ يقال‏:‏ مَا لِي بهذا الأمْر يَدٌ ولا يَدَانِ، لأنَّ المُبَاشَرةَ والدِّفَاع إنما يَكُونُ باليَدِ، فَكَانَّ يَدَيْهِ مَعْدُومَتَان، لِعَجْزه عن دَفْعِه‏.‏

ومنه حديث سَلْمان <وأعْطُوا الجِزْيَة عَنْ يَدٍ> إنْ أريدَ باليَدِ يَدُ المُعْطِي، فالمعنى‏:‏ عَنْ يَدٍ مُواتِيَةٍ مُطِيعَةٍ غَيْر مُمتَنِعَة؛ لأنَّ مَنْ أبَى وامْتَنَع لم يُعْطِ يَدَه وإنْ أريدَ بِها يدُ الآخِذِ، فالمعنى‏:‏ عن يَدٍ قاهِرَةٍ مُسْتَوْليةٍ، أو عن إنْعَامٍ عَلَيْهم، لأنّ قَبُولَ الجِزْيَةِ مِنهم وتَرْكَ أرْوَاحِهِم لهم نِعْمَةٌ عليهِم‏.‏ ‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه قال لِنسائه: أسْرَعُكُن لُحوقاً بِي أطْوَلُكُنَّ يَداً> كَنَى بطُولِ اليَدِ عنِ العَطَاء والصَّدَقَة يقال‏:‏ فُلانٌ طَويلُ اليَدِ، وطَويلُ البَاعِ، إذا كان سَمْحاً جَواداً، وكانت زَيْنَبُ ‏(‏الذي في الهروي‏:‏ <فكانت سَوْدة رضي الله عنها، وكانت تحب الصدقة>‏)‏ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، وهي مَاتَتْ قَبْلَهُنّ‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديثه قَبِيصَة <ما رأيْتُ أعْطَى لِلجَزِيلِ عن ظَهْرِ يَدٍ مِنْ طَلْحَة> أي عن إنْعَامٍ ابْتِداءً من غَيْر مُكَافَأة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عليّ <فمَرَّ قَوْمٌ من الشُّرَاة بقَوْمٍ من أصْحابِه وهُم يَدْعُون عَلَيْهم، فَقالُوا: بِكُم اليَدَانِ> أي حَاقَ بِكُم ما تَدْعُونَ به وتَبْسُطُون به أيْدِيَكُم؛ تَقُول العَرَبُ‏:‏ كانَت به اليَدَانِ‏:‏ أي فَعَل اللَّهُ به ما يَقُولُه لِي‏.‏

ومنه حديثه الآخر <لَمَّا بَلَغَه مَوتُ الأشْتَرِ قال: لِلْيَدَيْنِ ولِلفَمِ> هذه كَلِمَةٌ تُقَال لِلرّجُل إذا دُعِيَ عليه بالسُّوء، مَعْناه‏:‏ كَبَّه اللَّه لِوَجْهِه‏:‏ أي خَرَّ إلى الأرض على يَدَيْهِ وفيه‏.‏

وفيه <اجْعَل الفُسَّاقَ يَدَاً يَدَاً، ورِجْلاً رِجْلاً، فإنَّهم إذا اجْتَمعُوا وَسْوَس الشَّيْطانُ بَيْنَهم بالشَّرِّ> أي فَرِّقْ بَيْنَهم‏.‏

ومنه قولهم <تَفَرَّقُوا أيْدِي سَبَا (يُنَوَّن ولا يُنَوَّن.انظر اللسان) وأيادِي سَبَا (يُنَوَّن ولا يُنَوَّن.انظر اللسان>‏)‏ أي تَفَرَّقُوا في البلاد

‏(‏ه س‏)‏ وفيه حديث الهِجْرة <فأخَذَ بِهِم يَدَ البَحْرِ> أي طَريقَ السَّاحِل‏.‏

‏{‏يدع‏}‏ *فيه ذِكْرُ <يَدِيع> هُو بِفَتْح الياء الأولَى وكسْر الدَّال‏:‏ نَاحِية بَيْن فَدَك وخَيْبَر، بِهَا مِيَاهٌ وعُيُون، لِبَني فَزَارَةَ وغَيْرِهم‏.‏

 باب الياء مع الراء

‏{‏يرر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <ذُكِرَ لَهُ الشُّبْرُمُ فقال: إنه حَارٌّ يَارٌ> هُوَ بالتشْدِيد‏:‏ إتْبَاع لِلحَارِّ‏.‏ يقال‏:‏ حَارٌّ يَارٌّ، وحَرَّانُ يَرَّانُ‏.‏

‏{‏يربوع‏}‏ *في حديث صيد المُحْرِم <وفي اليَرْبُوع جَفْرةٌ > اليَرْبُوع‏:‏ هذا الحَيَوانُ المَعْروف‏.‏ وقيل‏:‏ هُوَ نَوْع من الْفَأرِ‏.‏ والياءُ والواوُ زائِدَتَان‏.‏

‏{‏يرع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث خُزَيمة <وعَادَ لَها اليَراعُ مُجْرَنْثِماً> اليَرَاعُ‏:‏ الضِّعَافُ من الغَنَم وغَيْرِها‏.‏ والأصلُ في اليَراع‏:‏ القَصَب، ثُم سُمِّيَ به الجَبَانُ والضَّعيفُ، واحِدَتُه‏:‏ يَراعَة‏.‏

ومنه حديث ابن عمر <كُنْتُ مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فسَمعَ صَوْتَ يَراعٍ> أي قَصَبَةٍ كانَ يُزْمَرُ بِها‏.‏

‏{‏يرمق‏}‏ *في حديث خالد بن صَفْوانَ <الدِّرْهَمُ يُطْعِمُ الدَّرْمَقَ، ويَكْسُو اليَرْمَقَ> هكذا جاء في رواية، وفُسِّر اليَرْمَقُ أنهُ القَبَاء، بالفَارِسيَّة، والمعروف في القِباء أنه اليَلْمق، باللام، وأنه مُعَرَّبٌ، وأما اليَرْمَقُ فهو الدِّرْهَم، بالتُّركِيَّة‏.‏ ورُوي بالنون‏.‏ وقد تقدّم‏.‏

‏{‏يرمك‏}‏ *فيه ذِكْر <اليَرْمُوك> وهو مَوْضِع بالشَّام كانَتْ به وَقْعَة عَظيمَة بَيْن المسْلمين والرُّوم في زَمَن عُمَر بن الخطاب، رضي اللَّه عنه‏.‏

‏{‏يرنأ‏}‏ *في حديث فاطمة رضي اللَّه عنها <أنَّها سَألت النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عن اليُرَنَّاء (في الأصل: <اليَرنّاء> بفتح الياء‏.‏ وأثبته بالضم من ا، والنسخة 517، واللسان، والقاموس، وفيه‏:‏ <قال ابن بَرِّي: إذا قلت: اليَرَنَّأ، بفتح الياء همزتَ لا غير، وإذا ضممتَ جاز الهمز وتركه>‏.‏‏)‏، فقال‏:‏ ممَّن سَمِعتِ هذه الكَلِمَة‏؟‏ فقالت‏:‏ من خَنْسَاء> قال القُتَيبْيّ ‏(‏في الأصل‏:‏ <الخطّابي> وأثبتّ ما في ا، والنسخة 517، واللسان‏.‏‏)‏‏:‏ اليُرنَّاء‏:‏ الحِنَّاء، ولا أعْرِف لهذه الكَلمَة في الأبْنِيَة مثَلاً ‏(‏في الأصل‏:‏ <وَزْناً> وأثبت ما في ا، والنسخة 517، واللسان‏)‏ ‏.‏

 باب الياء مع السين

‏{‏يسر‏}‏ *فيه <إنَّ هَذا الدِّينَ يُسْرٌ> اليُسْر‏:‏ ضِدّ العُسْرِ‏.‏ أرادَ أنَّه سَهْلٌ سَمْحٌ قَلِيلُ التَّشْدِيد‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

ومنه الحديث <يَسِّروا وَلاَ تُعَسِّرُوا>

‏(‏ه‏)‏ والحديث الآخر <مَنْ أطاعَ الإمَامَ وَيَاسَر الشَّريك> أي سَاهَلَه‏.‏

والحديث الآخر <كَيْفَ تَرَكْتَ البِلاد؟ فقال: تَيَسَّرَتْ> أي أخْصَبَتْ‏.‏ وهُو من اليُسْر‏.‏

والحديث الآخر <لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ> وقد تقدّم مَعْناه في العَيْن‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <تَيَاسَرُوا في الصَّدَاق> أي تَسَاهَلُوا فيه ولا تُغَالُوا‏.‏

ومنه حديث الزكاة <ويَجْعَل مَعَها شَاتَيْنِ إن اسْتَيْسَرَتَا لَهُ، أو عِشْرين دِرْهَماً> اسْتَيْسَرَ‏:‏ اسْتَفْعَلَ، من اليُسْر‏:‏ أي ما تَيَسَّرَ وسَهُل‏.‏

وهَذا التَّخْيير بَيْن الشَّاتَيْن وَالدَّرَاهِم أصْلٌ في نَفْسِه، ولَيْس بِبَدَلٍ، فَجَرَى مَجْرَى تَعْدِيل القِيمَة، لاخْتِلاف ذَلك في الأَزْمِنَة والأمْكِنَة‏.‏ وإنَّما هو تَعْويض شَرْعِيٌّ، كالغُرَّة في الجَنِين، والصَّاعِ في المُصْرَّاةِ‏.‏ والسِّرُّ فيه أنّ الصَّدقَة كانَت تُوخَذُ في البَرارِيّ، وعلى المِيَاه، حَيْثُ لا تُوجَد سُوقٌ ولا يُرى مُقَوِّم يُرْجَع إليه، فَحُسنَ من الشَّرْع أنْ يُقَدِّرَ شيئا يَقْطَع النِّزاعَ والتَّشَاجُر‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <اعْمَلُوا وسَدِّدُوا وقارِبُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ له> أي مُهَيَّأٌ مَصْرُوفٌ مُسَهَّل‏.‏

ومنه الحديث <وقد يُسِّر لَهُ طَهُورٌ> أي هُيِّىءَ له وَوُضِع‏.‏

ومنه الحديث <قد تَيَسَّرَا لِلْقِتَال> أي تَهَيَّآ لَهُ واسْتَعَدَّا‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عليّ <اطْعُنُوا اليَسْرَ> هو بفتْح اليَاء وسُكون السِّين‏:‏ الطَّعْنُ حذَاءَ الوَجْهِ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديثه الآخر <إنَّ المسْلم ما لم يَغْشَ دَنَاءَةً يَخْشَعُ لَها إذا ذُكِرَتْ، وتُغْرِي به لِئامَ النَّاس كان كالْيَاسِر الفالِج> الْيَاسِرُ‏:‏ من المَيْسِر، وهو القِمَار‏.‏ يُقال‏:‏ يَسَرَ الرجُل يَيْسِرُ، فهو يَسَرٌ وَيَاسِرٌ، والجمْعُ‏:‏ أيْسَارٌ‏.‏

ومنه حديثه الآخر <الشِّطْرَنْجُ مَيْسِرُ العَجَم> شَبَّهَ اللَّعِبَ به بالمَيْسِر، وهُو القِمَارُ بالْقِداح‏.‏ وكُلُّ ‏(‏هذا قول مجاهد، كما ذكر الهروي‏)‏ شيء فيه قِمَارٌ فَهُو من المَيْسر، حتَّى لَعِبُ الصِّبْيان بالجَوْز‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفيه <كان عُمَرُ أعْسَرَ أيْسَرَ> هكذا ‏(‏هذا قول أبي عبيد، كما في الهروي‏)‏ يُرْوَى والصَّواب <أعْسَرَ يَسَراً> ‏(‏في الأصل‏:‏ <أعْسَرَ يَسَر> وفي ا‏:‏ <أعْسَرُ يَسَرٌ> وأثبتُّ ما في الهروي‏)‏ وهُو الذي يعْمَل بِيَدَيْه جَميعاً، ويُسَمَّى الأضْبَطَ‏.‏

وفي قصيد كعب‏:‏

تَخْدِي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهْيَ لاحِقَةٌ ‏(‏في ا، والنسخة 517‏:‏ <لاهِيةٌ> والمثبت من الأصل، ويوافقه ما في شرح الديوان ص 13‏)‏*

اليَسَراتُ‏:‏ قوائمُ النَّاقَةِ، واحدُها‏:‏ يَسَرَة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الشَّعْبيِّ <لا بأسَ أنْ يُعَلَّقَ اليُسْرُ على الدَّابَّة> اليُسْرُ بالضَّم‏:‏ عُودٌ يُطْلِقُ البَوْلَ‏.‏ قال الأزهري‏:‏ هُو عُودُ أُسْرٍ لاَ يُسْرٍ والأُسْرُ‏:‏ احْتِبَاس البَول‏.‏

 باب الياء مع الطاء

‏{‏يطب‏}‏ *فيه <عَلَيْكُم بِالأسْوَدِ مِنْه، فإنَّهُ أيْطَبُه> هي لُغة صَحِيحة فَصِيحَةٌ في أطْيَبه، كَجَذَب وجَبَذَ‏.‏

 باب الياء مع العين

‏{‏يعر‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <لا يَجيء أحَدُكم بِشَاةٍ لَها يُعَارٌ>‏.‏

وفي حديث آخر <بشَاةٍ تَيْعِرُ> يُقَال‏:‏ يَعَرَتِ العَنْزُ تَيْعِرُ، بالكَسْر، يُعَاراً، بالضَّم‏:‏ أي صَاحَت‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه كتاب عُمَير بن أفْصَى <إنَّ لهُم اليَاعِرَةَ> أي مالَه يُعَارٌ‏.‏ وأكْثَرُ ما يقَالُ لصَوت المَعَزِ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث ابن عمر <مَثَلُ المُنافِق كالشَّاةِ اليَاعِرَة بَيْنَ الغَنَمَيْن> هكذا جاء في <مُسْنَد أحْمد> فيَحْتَمِل أن يكونَ من اليُعَار‏:‏ الصَّوْتِ، ويَحْتَمل أن يكونَ منَ المَقْلوب، لأنَّ الرواية <العَائرة> وهي التي تَذْهَبُ كذا وكذا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أم زَرْع <وتُرْويهِ فِيقَةُ اليَعْرَةِ> هي بسكون العَيْن‏:‏

العَنَاق، واليَعْر ‏(‏هذا شرح أبي عبيد، كما ذكر الهروي‏)‏‏:‏ الجَدْيُ والفِيقَةُ‏:‏ ما يَجْتَمِع في الضَّرْع بَيْن الحَلْبَتَيْن‏.‏

وفي حديث خُزَيْمة <وعَادَ لها اليَعَارُ مُجْرَنْثِماً> هكذا جاء في رواية‏.‏ وفُسِّر أنه شَجَرة في الصَّحْراء تَأكُلُها الإبلُ‏.‏

‏{‏يعسوب‏}‏ *في حديث علي <أنَا يَعْسُوب المؤمنين، والمَالُ يَعْسُوب

الكُفَّار> وفي رواية <المنافقين> أي يَلُوذُ بي المؤمنون، ويَلُوذُ بالمَالِ الكُفّارُ أو المنافقون، كما تَلُوذ النَّحْل بِيَعْسُوبها‏.‏ وهو مُقَدَّمُها وسَيّدُها‏.‏ والياءُ زائدة‏.‏ وقد تَقَدَّمَ <اليَعْسُوب> في حرف العَيْن في أحادِيثَ عِدَّة‏.‏

‏{‏يعفر‏}‏ *فيه <ما جَرى اليَعْفُور> هو الخِشْفُ ‏(‏الخِشْف، مثلّث الخاء‏:‏ ولد الظبي‏)‏ وَولدُ البَقَرةَ الوَحْشِيَّة‏.‏ وقيل‏:‏ هُو تَيْسُ الظِّباء‏.‏ والجَمْع‏:‏ اليَعَافِير‏.‏ والياء زائدةٌ

‏{‏يعقب‏}‏ *في حديث عُمر <حتى إذا صَارَ مِثْلَ عَيْن اليَعْقُوب أكَلْنَا هذا وشَرِبْنَا هذا> اليَعْقُوب‏:‏ ذَكَر الحَجَلِ‏.‏ يُريد أنَّ الشَّراب صارَ في صَفاء عَيْنِه وجَمْعُه‏:‏ يَعاقِيبُ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عثمان <صُنِع له طَعَامٌ فيه الحَجَلُ واليَعاقِيبُ وهو مُحْرِمٌ> وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏يعل‏}‏ *في قصيد كعب بن زهير‏:‏

منْ صَوْبِ سَارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ *

اليَعالِيلُ‏:‏ سَحائِبُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، الوَاحِدُ‏:‏ يَعْلُول‏.‏

وقيل‏:‏ اليَعالِيلُ‏:‏ النُّفَّاخات التي تكون فَوقَ الْماءِ مِن وَقْع المَطَرِ‏.‏ والياء زائدة‏.‏

‏{‏يعوق‏}‏ *قد تكرر في الحديث ذِكْر <يَعُوقَ> وهو اسْمُ صَنم كان لِقَوم نوح عليه السلام‏.‏ هو الذي ذَكَره اللَّه في كِتابِه العزيز‏.‏

وكذلك <يَغُوث> بالغَيْن المعجمة والثاء المثلثة‏:‏ اسم صَنم كان لَهُم أيضا، والياء فيهما زائدة‏.‏

 باب الياء مع الفاء والقاف

‏{‏يفع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <خرج عبد المطلب ومعه رسول اللَّه صلى الَّه عليه وسلم وقد أيْفَعَ أو كَرَبَ> أيْفَعَ الغُلامُ فهو يَافِع، إذا شَارَف الاحْتِلامَ ولَمَّا يَحْتَلمْ، وهو من نَوادِر الأبْنِيَة‏.‏ وغُلامٌ يَافِعٌ ويَفَعَةٌ‏.‏ فمَنْ قال يَافِع ثَنَّى وجَمَع، ومن قال يَفَعَة لم يُثَنِّ ولم يَجْمَع‏.‏

وفي حديث عمر <قيل [له] (تكملة من ا، والنسخة 517، واللسان): إنَّ ها هنا غُلاماً يَفَاعاً لم يَحْتَلِم> هكذا رُوِي، ويُريدُ به اليَافِع اليَفَاع‏:‏ المُرْتَفِع

من كلّ شَيء‏.‏ وفي إطْلاقِ اليَفَاع على الناسِ غَرابَةٌ‏.‏

وفي حديث الصادِق <لا يُحِبُّنَا أهلَ البَيْت كذا وكذا، وَلا وَلَدُ المُيَافَعَة> يقال‏:‏ يَافَع الرَّجُلُ جَارِيَةَ فُلان، إذا زَنى بِهَا‏.‏

‏{‏يفن ‏}‏*في كلام علي <أيُّها اليَفَنُ الَّذي قد لَهَزَهُ القَتِير> اليَفَنُ بالتَّحْريك‏:‏ الشَّيْخُ الكَبِير والقَتير‏:‏ الشَّيْبُ‏.‏

‏{‏يقظ‏}‏ *قد تكرر في الحديث ذِكْر <اليَقَظَة، والاسْتِيقاظِ> وهو الانْتِباهُ من النَّوْم ورَجُلٌ يَقِظٌ، ويَقُظٌ، ويَقْظَانُ، إذا كان فيه مَعْرفَةٌ وفِطْنَة‏.‏

‏{‏يقق‏}‏ *في حديث ولادة الحَسن بن علي <وَلَفَّه في بَيْضَاءَ كأنَّها اليَقَقُ> اليَقَقُ‏:‏ المُتَناهي ‏(‏في الأصل‏:‏ <التَّناهي> وأثبتَّ ما في ا والنسخة 517، واللسان‏)‏ في البَياض‏.‏ يقال‏:‏ أبْيَضُ يَقِقٌ، يَقَقٌ وقد تُكْسَر القافُ الأولَى‏:‏ أي شَديدُ البَياضِ‏.‏

 باب الياء مع اللام والميم

‏{‏يلملم‏}‏ *فيه ذكر <يَلَمْلَم> وهو مِيقَاتُ أهْل اليمنِ بَيْنَه وبَيْن مكة لِيْلَتَان‏.‏ ويقال فيه <ألَمْلَم> بالهَمْزَة بدل الياء‏.‏

‏{‏يليل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في غَزْوة بدر ذِكْرُ <يَلْيَل> وهو بفتح اليَاءيْن وسُكُون اللام والأولَى‏:‏ وادي يَنْبُع، يَصُبُّ في غَيْقَةَ‏.‏

‏{‏يمم‏}‏ *فيه <ما الدُّنيا في الآخرة إلا مِثْلُ ما يَجْعَل أحَدُكم أُصْبَعُه في اليَمّ، فَلْيَنْظُر بمَ تَرْجِعُ> اليمُّ‏:‏ البَحْرُ

وفي ذِكْر <التَّيمُّم للصَّلاة بالتُّرابِ عند عدم الماء> وأصْلُه في اللُّغَة‏:‏ القَصْد‏.‏ يقال‏:‏ يَمَّمتُه وَتَيَمَّمْتُهُ، إذا قَصَدْتَه‏.‏ وأصلُه التَّعَمد والتَّوخِّي‏.‏ ويقال فيه‏:‏ أمَّمْتُه، وتَأمّمتُه بالهَمْزة، ثم كَثُر الاستعمال حتى صار التَّيمُّم اسْماً عَلَماً لَمسْح الوَجه واليَدَين بالتُّراب‏.‏

ومنه حديث كعب بن مالك <فَيَمَّمْتُ بها التَّنُّور> أي قَصَدْتُ وقد تكرر في الحديث‏.‏

وفي ذكر <اليمامة> وهي الصُّقْع المعروف شَرْقيَّ الحجاز‏.‏ ومدينتُها العُظْمَى حَجْرُ اليَمَامة‏.‏

‏{‏يمن‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <الإيمانُ يَمَانٍ، والحِكْمةُ يَمانِيَة (في الأصل: <يمانِيَّة> بالتشديد‏.‏ وأثبتُّه بالتخفيف من ا، والهروي‏.‏ وهو الأشهر، كما ذكر صاحب المصباح>‏)‏ إنما قال ذلك لأنَّ الإيمَان بَدَأ من مَكَّة، وهي من تِهَامَةَ وتِهَامةُ من أرْضِ اليَمنِ، ولهذا يُقال‏:‏ الكَعْبَة اليَمانيَة‏.‏

وقيل‏:‏ إنه قال هذا القَوْل وهو بِتَبُوك، ومَكَّةُ والمدينَةُ يومئذ بينَه وبين اليمن، فأشار إلى ناحيَة اليمن وهو يريد مكة والمدينة‏.‏

وقيل‏:‏ أراد بهذا القَوْل الأنْصَارَ لأنَّهم يمَانُون، وهم نَصَرُوا الإيمان والمؤمنين وآوَوْهُم، فَنُسِبَ الإيمانُ إليهم‏.‏

وفيه <الحَجَرُ الأسْوَدُ يَمينُ اللَّهِ في الأرضِ> هذا الكلامُ تَمْثيلٌ وتَخْييلٌ‏.‏ وأصلُه أنَّ المَلِك إذا صافَحَ رَجُلاً قَبَّلَ الرَّجُل يَدَه، فكأنَّ الحجَر الأسْوَدَ للَّهِ بمَنْزِلة اليمين للمَلِك، حَيْثُ يُسْتَلَم ويُلْثَم‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث الآخر <وكِلتَا يَدَيْه يَمِينٌ> أي أنَّ يَدَيْه تبارك وتعالى بصفة الكمال، لا نَقْصَ في واحِدَة منهما، لأنَّ الشِّمال تَنْقُصُ عن اليمينِ‏.‏

وكلّ ما جاء في القرأن والحديث من إضافة اليَدِ والأيْدِي، واليمينِ وغَيْر ذلك من أسماء الجوارِح إلى اللَّه تعالى فإنما هو على سبيل المجَازِ والاستعارة واللَّه مُنَزَّه عن التَّشْبيه والتَّجسيم‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث صاحب القرآن <يُعْطَى المُلْكَ بِيَمِينه والخُلْدَ بِشماله> أي يُجْعلان في مَلَكَتِه فاسْتَعار اليَمين والشِّمال؛ لأن الأخْذَ والقَبْضَ بهما‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر، وذكر ما كان فيه من الفَقْر في الجاهِليَّة، وأنه وأُخْتاً لَهُ خَرَجَا يَرْعَيان ناضِحاً لَهُما قال <لَقَدْ ألْبَسَتْنا أمُّنَا نُقْبَتَها وَزَوَّدَتْنا

يُمَيْنَتَيْهَا من الهَبِيد كُلَّ يَوم> قال أبو عُبيد‏:‏ هذا ‏(‏في الهروي واللسان‏:‏ <وجه الكلام>‏)‏ الكلامُ عندي <يُمَيِّنَيْها> بالتَّشديد، لأنَّه تَصْغير يَمِين، وهو يَمَيِّنٌ، بِلا هَاء‏.‏

أراد أنَّها أعْطَتْ كُلَّ واحِدٍ منهما كَفّاً بِيَمِنِها‏.‏

وقال غيرُه‏:‏ إنَّما اللَّفْظَةُ مُخَفَفَّة، على أنَّه تَثْنِيَة يَمْنَة‏.‏ يقال‏:‏ أعْطَى يَمْنَةً ويَسْرَةً، إذا أعْطاهُ بيَده مَبْسُوطَةً، فإن أعْطَاهُ بها مَقْبوضَةً قيل‏:‏ أعْطَاه قبْضَةً‏.‏ قال الأزهري‏:‏ هذا هو الصحيح‏.‏ وهُمَا تَصْغِير يَمْنَتَيْن ‏(‏في الأصل‏:‏ <يَمِينَتَيْن> وفي الهروي‏:‏ <يمينين> وفي اللسان‏:‏ <يَمْنَتَيْها> وأثبتُّ ما في ا، والنسخة 517 غير أن الياء فيهما مضمومة وجاء في الصحاح في

شرح هذا الحديث‏:‏ <فيقال: إن أراد بيُمْنَتَيْها تصغير يُمْنَى، فأبدل من الياء الأولى تاءً، إذ كانتا للتأنيث> ‏.‏‏)‏ أراد أنَّها أعْطَتْ كُلَّ واحدٍ منهما يمْنَةً‏.‏

وقال الزمخشري‏:‏ <اليُمَيْنَة: تَصْغير اليَمِين على التَّرخِيم، أو تصغير يَمْنَة> يعني كما تقدم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي تفسير سعيد بن جُبَير <في قوله تعالى <كهيعص> هُو كافٍ هادٍ يَمينٌ،عَزيزٌ، صادِق> أراد اليَاء من يَمين‏.‏ وهو من قَولك‏:‏ يَمَنَ اللَّهُ الإنْسَانَ يَيْمُنُهُ ‏(‏في الأصل‏:‏ <يَيْمَنُه> بفتح الميم‏.‏ وأثبت بضمها من ا‏.‏ وهو من باب قتل، كما ذكر في المصباح‏)‏ يَمْناً فهو مَيْمُون واللَّه يَامِنٌ وَيَمينٌ كقادِرٍ وقَدِيرٍ‏.‏

وقد تكرر ذكر <اليُمْن> في الحديث‏.‏ وهو البَركة، وضِدُّه الشُّؤم يقال‏:‏ يُمِنَ فهو مَيْمُونٌ ويَمَنَهُم فهو يَامِنٌ‏.‏

وفيه <أنَّه كَان يُحِبُّ التَّيَمُّنَ في جَميع أمْرِه ما اسْتَطاع> التَّيمُّون‏:‏ الابتداء في الأفعالِ باليدِ اليُمْنى، والرِّجْلِ اليُمْنَى، والجانِبِ الأيْمَن‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه الحديث <فَأمَرَهم أن يَتَيَامَنُوا عن الغَمِيم> أي يأخذوا عنه يَميناً‏.‏

ومنه حديث عَدِيّ <فيَنْظُر أيْمَنَ منه فلا يرَى إلا ما قَدَّم> أي عَن يَمِينه‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفيه <يَمِينُك على ما يُصَدِّقُك به صاحِبُك> أي يَجِبُ عَلَيْك أن تَحْلِفَ له على ما يُصَدِّقُك به إذا حَلَفْتَ له‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث عُرْوة <لَيْمُنُكَ، لَئِن ابْتَلَيْتَ لقد عَافَيْتَ، ولَئنْ أخَذْتَ لقد أبْقَيْتَ> لَيْمُنُ، وأيْمُنٌ‏:‏ مِن ألْفاظِ القَسَم تَقُول‏:‏ لَيْمُنُ اللَّهِ لأفْعَلَنَّ، وأيْمُنُ اللَّه لأفْعَلَنَّ، واُيْمُ ‏(‏في الأصل‏:‏ <وأيْمُ> بألف القطع‏.‏ وأثبته بألف الوصل

من ا‏.‏ وقد نص المصنف على أن ألفه ألف وصل‏)‏ اللَّهِ لأفْعَلَنَّ، بِحَذْف النون، وفيها لُغات غَير هذا‏.‏ وأهْلُ الكُوفَة يَقُولُون‏:‏ أيْمُن‏:‏ جَمْع يَمِينٍ‏:‏

القَسَم، والألِفُ فيها ألفُ وصْلٍ، وتُفْتَح وتُكْسَر وقد تكررت في الحديث‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنه عليه الصلاة والسلام كُفِّنَ فيه يُمْنَةٍ> هي بِضَمّ اليَاء‏:‏ ضَرْبٌ من بُرودِ اليَمِنِ‏.‏

 باب الياء مع النون

‏{‏يَنْبُع‏}‏ *هي بفتح الياء وسُكُون النُّون وضم البَاءِ المُوحَّدة‏:‏ قَرْيَةَ كَبيرة، بها حِصْنٌ على سَبْع مَراحِلَ من المدينة، من جهة البحر‏.‏

‏{‏ينع‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في حديث المُلاعَنة <إنْ جَاءتْ به أُحَيْمِرَ مثْل اليَنَعَةَ فَهُو لأبيه الذي انْتَفَى منْه> اليَنَعَةُ بالتحريك‏:‏ خَرَزةٌ حَمْرَاء، وجَمْعُه‏:‏ يَنَعٌ، وهو ضَرْبٌ من العَقيق مَعْروُف، ودَمٌ يَانِعٌ‏:‏ مُحْمارٌّ‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث خَبَّاب <ومِنَّا مَنْ أيْنَعَتْ له ثَمَرَتُه فهو يهْدِبُها> أيْنَع الثَّمَرُ يُونِعُ، ويَنَعَ يَيْنَع، يَيْنِع ‏(‏من باب مَنَع وضَرَب‏.‏ والمصدر‏:‏ يَنْعاً، ويُنْعاً، ويُنُوعا‏.‏ كما في القاموس‏)‏ فهو مُونِعٌ ويَانِع، إذا أدْرَك ونَضِج‏.‏ وأيْنَعَ أكثَرُ اسْتِعْمالاً‏.‏

ومنه خُطْبة الحَجّاج <إنّي أرَى رُءوساً قَد أيْنَعَت وَحَان قِطَافُها> شَبَّه رُءوسَهم لاسْتِحْقاقِهم القَتْلَ بِثِمارٍ قد أدْرَكَت وحَان أنْ تُقْطَف‏.‏

 باب الياء مع الواو

‏{‏يوح‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الحسن بن علي رضي اللَّه عنهما <هَلْ طَلَعَتْ يُوحِ؟> يَعْني الشَّمْسَ وهو مِن أسْمَائِها، كَبَراحِ، وهُما مَبْنِيَّان على الكَسْر‏.‏ وقد يقال فيه <يُوحَى> على مِثال فُعْلَى وقد يقال بالبَاء الموحدة لظُهُورها، من قَوْلِهم‏:‏ بَاحَ بالأمْرِ يَبُوحُ‏.‏

‏{‏يوم‏}‏ *في حديث عمر <السائِبَةُ والصَّدَقَةُ ليوْمِهما> أي ليَوْم القيامة، يعني يُرادُ بِهما ثَوابُ ذلك اليَومْ‏.‏

وفي حديث عبد المَلِك <قال للحَجَّاج: سِرْ إلى العِراق غِرارَ النَّوْم، طَويلَ اليَوْم> يقال ذلك لَمَنْ جَدَّ في عملِه يَوْمَه‏.‏ وقد يُرادُ باليَوْمِ الوَقْتُ مُطْلقاً‏.‏

ومنه الحديث <تِلْكَ أيَّامُ الهَرْجِ> ‏(‏في الأصل <الهَرَج> بفتح الراء وأثبته بسكونها من ا، والصحاح، واللسان‏)‏ أي وَقْتُه‏.‏ ولا يَخْتَصُّ بالنَّهارِ دُون اللَّيل‏.‏

 باب الياء مع الهاء

‏{‏يهب‏}‏ *فيه ذِكْر <يَهاب> ويُرْوَى <أهَاب> وهو مَوْضِعٌ قُرْبَ المدينة‏.‏

‏{‏يهم‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <أنه كان عليه الصلاة والسلام يَتَعَوَّذُ من الأْيْهَمَيْن> هُما السَّيْل والحَريقُ؛ لأنه لا يُهْتَدَى فيهما كَيْفَ العَمَل في دَفْعِهِما‏.‏

وقال ابن السِّكِّيت ‏(‏حكاية عن أبي عبيدة، كما في إصلاح المنطق ص 396‏)‏‏:‏ الأيْهَمَانِ عِنْدَ أهْلِ البَادِيةَ‏:‏ السَّيْلُ والجَمَلُ ‏[‏الصَّؤول ‏(‏ليس في إصلاح المنطق، وهو في الصحاح عن ابن السِّكِّيت أيضا‏)‏‏]‏ الهَائجُ، وعند أهْل الأمْصَارِ‏:‏ السَّيْلُ والحَريقُ‏.‏

والأيْهَمُ‏:‏ البَلَدُ الذي لا عَلَمَ به‏.‏ واليَهْمَاء‏:‏ الفَلاةُ التي لا يُهْتَدَى لِطُرقِها، ولا ماءَ فيها، ولا عَلَمَ بِهَا‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث قُسّ

كُلُّ يَهْمَاءَ يَقْصُرُ الطَّرفُ عَنْهَا * أرْقَلَتْهَا قِلاصُنَا إرْقَالا

 باب الياء مع الياء

‏{‏ييعث‏}‏ *في كتاب النبي صلى اللَّه عليه وسلم لأقْوَالِ شَبْوَةَ ذِكْر <يَيْعُثُ> هِيَ بِفَتْح اليَاء وضَمِّ العَيْن المُهْمَلَة‏:‏ صُقْعٌ مِن بِلادِ اليَمنِ، جَعَلَه لَهُمْ واللَّه أعلم‏.‏

 خاتمة الكتاب

‏[‏هذا آخر كتاب ‏{‏النهاية في غريب الحديث والأثر‏}‏ للإمام مجد الدين ابن الأثير والحمد لله فاتحة كلِّ خير وتمام كلِّ نعمة‏]‏

القاهرة في ‏{‏جمادى الأولى سنة 1385 ه ، سبتمبر سنة 1965 م‏}‏‏.‏